مقدمة:
الديموقراطية هي كلمة إغريقية الأصل، ومشتقة من (demokratia) بمعنى الشعب والحكم. لكن لم تكن
الديموقراطية بمفهومها الحالي عند الإغريق، فالحرية الشخصية وحرية المُلكية، وحرية
العقيدة لم تكن موجودة بمفهومها عند الفرد الإغريقي، إذ كان الفرد مصهوراً
بالدولة، ويخضع للدولة بكافة مناحي الحياة[1]. ومرت
الديموقراطية بعملية من التطور والنضوج سواء على الصعيد الاصطلاحي أو الفكري، فمنذ
النصف الثاني من القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما بدأ الأفراد اليونانييون
(الديموس) يتشربون تدريجاً فكرة أنهم الممثلون الوحيدون للسطلة الشرعية[2].
وظهرت فكرة الديموقراطية بشكل واضح بعد الثورة الفرنسية،
وما نتج عنها عن إعلان حقوق الإنسان الصادر في فرنسا عام 1789، فحسب المادة (3) فتنص
على أن "الأمة هي مصدر كل سلطة. وكل سلطة للأفراد والجمهور من الناس لا تكون
صادرة عنها تكون سلطة فاسدة"[3] وبذلك الأمر أصبحت
الديموقراطية ذات صبغة قانونية، فمشاركة الأفراد في الحكم هي أسمى معاني وصفات
الديموقراطية.
وباتت الديموقراطية تتسع لتشمل العديد من المفاهيم
والمصطلحات، كمفهوم تداول السلطة، والمشاركة السياسية، والمشاركة في العملية الإنتخابية،
ونظام الحقوق والحرية بشقيها الفردي والجماعي، وتعنى الديموقراطية أيضاً بالتعددية
الحزبية أو التعددية الناتجة والتعامل مع الأكثرية والأقلية في آن واحد، وأضاف
المفكران (جون لوك ومونتسكيو) مفهوماً جديداً للديمقراطية، وذلك من خلال ما أضفوه
من مبدأ فصل السلط، وعدم هيمنة سلطة على السلط الأخرى، وبالتالي فردية الحكم[4].
تتمة المقال في الرابط اعلاه:
[1] س. م. لحام،
ومجموعة مؤلفين آخرين. القاموس السياسي ومصطلحات المؤتمرات الدولية. بيروت:
دار الكتب العالمية، ط1، 2004م. ص108.
[2] روبرت، دال. الديموقراطية ونقادها.
بيروت: دار الفارس للنشر والتوزيع، ط2، 2005م. ص29.
[3] اإنظر المادة رقم 3 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان
والمواطن الصادر عن الجمعية الوطنية في 26 آب/أغسطس 1789. يعتبر الإعلان من وثائق
الثورة الفرنسية الأساسية وتُعرَّف فيها الحقوق الفردية والجماعية للأمة.
[4] عامر، باسل. رسالة ماجستير بعنوان: أزمة المشاركة السياسية
وتأثيرها على عملية التحول الديمقراطي في فلسطين (1993-2013). جامعة النجاح
الوطنية: كلية الدراسات العليا، 2014م. ص 45.
0 تعليقات