مقدمة:
قال سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا
فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ
١٥ [الملك: 15] ، وقال عز وجل أَلَمۡ
نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا ٦ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا ٧ [النبأ:
6-7]، وقال عز شأنه: وَٱللَّهُ
جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطٗا ١٩ لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا
فِجَاجٗا [نوح: 19-20]، فمن خلال هذه
الآيات الكريمات يتبين لنا عناية الله
سبحانه وتعالى فائقة بالأرض باعتبارها من مصادر الرزق، وأمره تعالى بالسعي فيها
لتحصيل الكسب المشروع، وجاء في السنة النبوية أحاديث تعضد ما ذهب إليه القرآن
الكريم في مجال إحياء الأرض والانتفاع بها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"
لا يغرس مسلم غرسا، ولا يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به
صدقة"[1] ،وقال :" من أحيا
أرضا ميتة فهي له". وما لا يخفى أن إعمار الأرض في الشريعة الإسلامية هو
عبادة ومن أبرز لوازم عمارتها ومن أفضل الطرق لاستثمارها هو "الاحياء"
فهذا الأخير يعتبر شرعا وقانونا سببا من أسباب كسب الملكية. فهل حقا العمل على إحياء
أرض موات يخول صاحبه تمليك هذه الأرض ملكا خاصا أي ملكية مفردة أم أن ذلك يكسبه حق
الاستغلال فقط دون التملك؟ او بالأحرى ما وضع هذه الأراضي الموات، هل هي تعتبر
ملكا خاصا للدولة او ملكية خاصة لمن أحياها؟ هذا ما سيتبين معنا من خلال دراسة
الموضوع كما يلي:
·
المبحث الأول: أراضي الموات تعريفها، ومشروعية إحياءها، طرقه وكيفيته
وشروطه. المبحث الثاني: إحياء أراضي الموات في ظل التشريع المغربي وأثره في
التنمية الاقتصادية.المبحث الثالث: إحياء أراضي الموات ونهج المغرب سياسة الإصلاح
الزراعي.
تتمة المقال في الرابط اعلاه:
0 تعليقات